آلامُ غــزّة
شعر: محمد بن إبراهيم بن عبد العزيز التميمي
آلامُ غزّةَ دونها الآلامُ
ماذا تخُطُّ وتكتبُ الأقْلاَمُ
يا خادم الحرمين عشْتَ مكرَّماً
وعلا وعزَّ بعزِّك الإسلامُ
واسيتَ غَزَّة
يوم ضنَّ بمالهم
مَنْ جُودُهم للمعوزين كلامُ
ولقد دعوتَ إلى الوئام مناصحًا
فعسى بظنِّكَ تصدُقُ الأيامُ
سُحْب العطايا
في سمائك حُفَّلٌ
تحيا بها القيعانُ والآكامُ
الودق يخرج من خلال بروقها
وسحابُ قومٍ آخرين جَهامُ
فلأنتَ قائدُهم وجامعُ شملهم
والرأيُ رأيُك أيُّها المِقدَامُ
ولأنتَ درعُ المسلمين وسيفُهم
في عالمٍ أعلامُه ظُلاَّمُ
يُعطي اليهودَ أخسَّ أسلحة الرَّدى
ويموتُ رعْباً إنْ بدا القَسَّامُ
آلامُ غزَّة دونها الآلام
جُرْحٌ يسيل دماً ولا يلتَامُ
بالسيف إسرائيلُ قام بناؤُها
(هل للبناء على السُّيوف دَوامُ)
هي دولةُ الإرهاب قد رَوِيتْ دماً
وبها استطال البَغيُ والإجْرَامُ
والغَدْرُ في خُلق اليهود سجيةٌ
أما الوفاء لغيرهم فحرامُ
لم يحفظوا قيم
القتال وسلمُهمْ
شَرٌّ أَمَرُّ مِنَ القتَال عُقَامُ
ما شرَّفوا وطناً ولم يأنس بهم
وطنٌ ولم يسعدْ بهم حُكَّامُ
عاشوا بيثرب فتنةً محقورةً
فأماطها عنْ يثرب الإسلامُ
داءٌ نجا الحَرَمَانِ منهُ ولمْ يزلْ
في ثالث الحرمين منه جُذامُ
إنَّا لنا ميراثُ وحيٍ صادقٍ
وكتابنا للعالمين إمَامُ
قدْ حذَّر القرآنُ مِنْ غدراتهم
وجرَتْ عليهم باسمه الأحكامُ
إنَّا وإياهم على طرفي نقيـ
ضٍ مالها نَقْضٌ ولا إبْرامُ
قلنا نُسالمهم على علاّتِهمْ
والسِّلم عند المفتري استسْلامُ
فإذا أبينا عاجلُونا بالأذى
وتعاون الشيطانُ والحَاخَامُ
الحربُ ليست كلّها شرًّا فلا
تخشوا يهودَ على اليهود السّامُ
يا خَادم الحرمين دُمتَ مُؤزَّراً
وتحقَّقتْ بجهُودكَ الأحْلاَمُ
جمادى
الأولى – جمادى الثانية 1430 هـ = مايو - يونيو 2009 م ، العدد : 5-6 ، السنة : 33